اكرم دره يكتب  قراءة في المشهد الانتخابي المصري

بقلم اكرم دره

انشقاقات.. تخبط.. استقالات.. وانضمامات متبادلةهذا هو العنوان العريض الذي يمكن أن يصف بدقة ما يشهده الشارع السياسي المصري في الأيام الأخيرة.

فبين من يترك حزبًا، ومن ينضم لآخر، ومن يغير ولاءه الانتخابي في اللحظة الأخيرة، تتجلى أمامنا حالة غير مسبوقة من السيولة السياسية، تطرح تساؤلات جادة:

هل نحن أمام سوء اختيار من البداية؟ أم أن الطمع في المكسب السياسي أصبح هو المحرك الرئيسي للمشهد؟

هل الهدف هو منصب زائل وحصانة مؤقتة، أم بالفعل هناك من يسعى بصدق إلى خدمة المواطن والوطن؟

لقد تحولت اللعبة الانتخابية في بعض جوانبها إلى مضمار صراع بين السلطة والنفوذ والمال، بينما ظل “صوت الحق” – رغم ضعفه أحيانًا – حاضرًا في المشهد، ينتظر من يسمعه ويمنحه الفرصة ليُعبّر عن ضمير الشارع.

الانتخابات القادمة لمجلس النواب المصري ستكون بلا شك اختبارًا حقيقيًا للوعي السياسي للمواطن، الذي أصبح اليوم أكثر قدرة على التمييز بين من يسعى لخدمته، ومن يسعى لاستغلال صوته.

وهنا نستعيد ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد اللقاءات ردًا على شكوى من سوء أداء بعض النواب:

> “هو أنا اللي جبتهم؟ ولا أنتم اللي انتخبتوهم؟ … اختياركم.”

كلمات الرئيس كانت رسالة واضحة وصريحة، تُعيد المسؤولية إلى وعي الناخب، وتؤكد أن الاختيار السليم هو أساس الإصلاح.

فالمرحلة المقبلة لن تكون مجرد انتخابات، بل اختبار لضمير الأمة ووعيها السياسي.

هل سنعيد إنتاج نفس الوجوه والمصالح؟

أم سنمنح الفرصة لمن يحمل فكرًا جديدًا وإرادة حقيقية لخدمة الناس؟

المال والنفوذ قد يحاولان التأثير، لكن صندوق الانتخابات وحده هو الحكم،

وسيُظهر إن كان صوت الحق لا يزال قادرًا على أن يسمع وسط ضجيج المصالح.

Related posts

Leave a Comment